الاخبار

الرئيس السيسي: بناء الدول يحتاج إلى جهد وتضحية وعمل وإخلاص

الرئيس السيسي خلال مشاركته مأدبة غداء في الاحتفال بالذكرى الـ73 لعيد الشرطة بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة :
 الدولة في رقبتنا جميعا وستكون ديمقراطية وقادرة وحديثة 
– البنية الأساسية في كافة القطاعات قادرة على الانطلاق بالدولة إلى آفاق الدول النامية
– زيادة مواردنا الدولارية عن انفاقنا حل للمشكلة الاقتصادية وارتفاع الأسعار 
– نحتاج إلى 20 مليار دولار سنويا لتوفيرالمشتقات البترولية 
– الدولة بتعدادها الكبير من السكان بحاجة إلى 10 ملايين طن قمح و13 مليون طن ذرة سنويا بخلاف متطلبات أخرى
– دخلنا من قناة السويس تراجع إلى 4 مليارات دولار بسبب الظروف المحيطة 
– الانفاق على البنية الأساسية من أولويات الدولة وأمر لابد منه 
– نسعى لإصلاح حقيقي ومصرون على التحرك في كل قطاعات الدولة بشكل مرض

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي،أن بناء الدول يحتاج إلى جهد وتضحية وعمل وإخلاص وقبل كل ذلك التوفيق، مشددا على أن البنية الأساسية في مصر قادرة على الانطلاق بالدولة إلى آفاق دول نامية في كل القطاعات.
جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس السيسي مأدبة غداء اليوم الأربعاء في الاحتفال بالذكرى الـ 73 لعيد الشرطة بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، بحضور عدد من الوزراء والصحفيين والإعلاميين ورجال الشرطة .
وقال الرئيس السيسي ” إننا تمكنا بفضل الله سبحانه وتعالى من الانتهاء من كل المطالب الموجودة بقطاعات الدولة المختلفة وما يتبقى هو استهداف أن يتساوى انفاقنا من الدولار مع مواردنا التي تأتي منه سواء كانت من تحويلات المصريين في الخارج أومن قناة السويس “.
وأكد أنه لكي يتم حل المشكلة الاقتصادية في مصر وارتفاع الأسعار لابد أن نعمل جميعا على أن تكون مواردنا من الدولار أكبر من انفاقنا”، موضحا أن الدولار هو عملة حرة تعكس قدرة الدولة المصرية على تلبية مطالبها ومطالب شعبها بشكل مستقر.
وقال الرئيس السيسي “إن وزارة البترول تحتاج إلى مبلغ 20 مليار دولار أو أكثر كل عام للمواد البترولية في الوقت الذي يتم بيعها بالجنيه وليس بنفس القيمة بل أقل من قيمتها .. فلو تم تسعير الوقود بقيمته الحقيقية سيكون سعره مختلفا عن سعره الحالي “.
وأضاف “إن لدينا مشكلتين في ملف واحد وهو الطاقة، تكمن في تدبير 20 مليار دولار للبترول والغاز والبوتاجاز “، مشيرا إلى أنه يمكن أن يكون هناك نقاش كبير في هذا الموضوع ، ولكن من المهم عندما تتحدث في موضوع خاص بمصر، فيجب أن يكون لديك تصور متكامل، لكي تستطيع أن تناقش بشكل موضوعي، أما خلاف ذلك سوف يكون الحديث غير صحيح وغير مطابق ..وأنا هنا أتحدث عن أمر واحد فقط “.
وقال الرئيس إن “الدولة بتعدادها الكبير من السكان بحاجة إلى 10 ملايين طن قمح ، وما بين 12 إلى 13 مليون طن ذرة ، إلى جانب الفول الصويا ، وزيت الطعام ، وغيرها ، سواء كان يتم هذا الأمر داخل مصر أو خارجها “.
وأشار إلى” أننا لم نشعر بهذا الأمر في فترة الأربعينات والخمسينات، لأن حجم الطلب على الدولار وقتها أو العملة الحرة لم يكن كثيرا”، وتساءل الرئيس لماذا ؟ وأجاب ” لأن الريف المصري بحجمه آنذاك كان قادرا على تلبية مطالب الشعب المصري كله سواء على مستوى الريف أو كافة المراكز وفي الحضر ،وكلما زاد عدد السكان وقل انتاجنا في الريف كلما كان هناك طلب على تلبية الفارق من الخارج”.
وتابع الرئيس :” لقد كان من الممكن في السابق أن يكفينا انتاجنا من القمح والذرة وبعض المنتجات الأخرى كاللحوم والدجاج والبيض، أما الآن فلا يكفينا خاصة ونحن نتحدث على دولة عدد سكانها 120 مليون نسمة بحاجة إلى متطلبات يومية “.
وشدد الرئيس السيسي على أن ” هدفنا هو أن تزداد قدراتنا وخيراتنا ” لذلك اعتبرها معركة ليست ضد الدولار ولكن ضد نقص الدولار وذلك حتى تتضح الأمور “.
وقال الرئيس “إننا نرحب بكل من لديه خطة أو رؤية ولكل من يتحدث في الاقتصاد ويقول إن لديه “روشته طيبة للحل ومعي حلولا وأفكارا؛ فإنني أقول له .. أنا معك في أي حل أو مقترح نحن نراه لأننا أصحاب مصلحة في حل هذه المسألة، وعندها سنكون بتوفيق من الله سبحانه وتعالى في مكانة أخرى ، لسببين، الأول أن نقلل فاتورة الاستيراد، والسبب الآخر هو أنه لو هناك فرصة في أن انتج وأصدر فسوف أقوم بالتصدير” .
واستطرد الرئيس السيسي قائلا :” ولكن يجب علينا أن يتم الانتهاء من الطلب الأول الخاص بالدولار من الخارج، وهذا يعد هدفا استراتيجيا ورئيسيا للدولة وهو أن يتم تصفير الفرق بين طلبنا على الدولار وانفاقنا بالدولار”.
وتطرق الرئيس ، إلى الحديث عن مصر خلال الأعوام السابقة في الفترة بين عامي 1989 و1990 وذلك لمن يريد معرفة الأرقام ، والمقارنة لمعرفة قيمة الدين، مشيرا إلى أنه حتى عام 1970 لم تكن هناك ديون على مصر ، ولكن بعد تداعيات ما بعد الحرب في اليمن 1662 وحرب 1967 أصبح هناك طلب وبدأت المديونية في الزيادة ، وعندما أرادت الدولة تطوير البنية الأساسية – حيث أنه قد حصل توقف كامل للدولة خلال الفترة ما بين 1967 و1977- وبعد ذلك تم البدء في عمل بنية أساسية تناسب على الأقل عدد السكان وقتها لم يحدث ذلك لأنه لم تكن هناك فرصة اقتصادية للقيام بذلك، لذلك بلغت المديونية حتى عام 1989 أكثر من 100 مليار دولار ” .
وقال الرئيس السيسي” إنه حدث شكل من أشكال الدعم خلال تلك الفترة ورقم المديونية تراجع ، وكان أمام الدولة أن تعمل على مسارين، إما انكماش كامل ، بمعني أن تقوم الدولة بتلبية المطالب الأساسية للمواطنين، ولكن لانبني دولة .. وهناك من يتساءل لماذا تم انفاق 2 تريليون جنيه في قطاع النقل ومثلها في الكهرباء، وهل هذا الانفاق كان ضروريا أم لا ؟، وأجاب الرئيس “لقد كان مطلوبا”.
وتابع الرئيس :” السؤال الذى نسأله إلى أنفسنا ولكل ما يسمعني ويقول لك، أنك بدأت بالبنية الأساسية “، فأجاب “هل نحن تناسينا أننا خرجنا من 2011 و2012 و2013 من محنة كبيرة، واقتتال وفوضى وتخريب وتدمير للدولة المصرية”.
وأضاف “أن الإرهاب انتهى عام 2022، وبدأنا نقول الحمد لله رب العالمين، وهذه مسألة ليست بسيطة في تاريخ الدول، فهناك دول استمرت تقاتل على هذا الوضع لمدة 20 عاما في أماكن أخري لكنها خرجت ولم تحل هذا الأمر”، مشيرا إلى أنه كان هناك انفاق كبير في هذا الموضوع بما يتراوح ما بين 120 إلى 130 مليار جنيه ، أي ليس هناك تنمية خلال تلك الفترة بل كان هناك تأمين للمواطنين والدولة ضد الشر ولم توظف هذا المبلغ في زراعة أو صناعة أو تجارة وغيرها .
وتابع الرئيس :” ولذلك كان أمامنا مساران.. الأول أن نقول نبقى كذلك حتى لا تزيد الفجوة،وهذا خيار “، وتساءل “هل كان لدينا يامصريين استعداد لأن نتحمل انقطاع التيار الكهربائي من 6 إلى 7 ساعات على مدار اليوم ؟ وأجاب :”كان تقديرنا هو أنه لابد أن نجهز الدولة لأن تكون دولة ، وقد طلبت أن يتم تدريس هذا الأمر في الجامعات والمنشآت، وأن يتم توضيح معنى الدولة “، موضحا أن الدولة حكاية أخرى ، وليست على قدر تلبية المطالب الفردية كإنسان أو كأسرة أو عائلة، فالدولة مسألة أخرى ومطالبها مختلفة “فنحن نتحدث عن ما يتراوح بين 30 إلى 50 موضوعا أساسيا داخل منظومة الدولة، وكل وزارة لها دور محوري تقوم به في جزء من فكرة الدولة التي نتحدث عنها”.
وقال الرئيس السيسي – في تعليقه على عرض الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل- “إن أي شخص مهتم ويريد معرفة المزيد ، فإن جميع البيانات موجودة على الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية ومجلس الوزاء وكل وزارة، ولمن يريد معرفة الإنجازات التي تمت في مجال الطاقة بوزارتي البترول والكهرباء سيجد ما تم إنجازه، ويطلّع عليه ، وأيضا في مجال النقل على موقع وزارة النقل ، يمكن الإطلاع على كافة الانجازات التى تمت من إنشاء طرق ومحاور وطولها وتكلفتها “.
وأضاف الرئيس السيسي “إنه كان يصعب السير نهائيا في القاهرة وكذلك في الاسكندرية وباقي المحافظات،لكن المواطن اليوم لا يشعر بذلك لأنه يسير عليها بعد أن تم حل المشكلة”، مؤكدا أن بناء الدول يحتاج إلى جهد وتضحية وعمل وإخلاص وقبل ذلك كله يحتاج إلى التوفيق، مضيفا “أن التوفيق يحدث عندما يأخذ القائمون على ذلك الأمر بأسباب الدنيا وأن يكونوا أناسا صالحين”.
وتابع الرئيس : ” استطيع القول بجلاء أن البنية التي لدينا قادرة على الانطلاق بالدولة لآفاق دول وسأكون متواضعا جدا بالقول” نامية” ، وفي كل القطاعات.. (نعم) ، حيث استطعنا أن ننهى بفضل الله سبحانه وتعالى كل المطالب الموجودة في قطاعات الدولة المختلفة (نعم) ، ولكن المتبقي هو استهداف أن تكون مواردنا من الدولار أو انفاقنا من الدولار يساوي على الأقل مواردنا سواء من تحويلات المصريين في الخارج، ومن قناة السويس”.
وأشار الرئيس السيسي، إلى أن مواردنا من قناة السويس كانت تشكل “رقما معتبرا جدا”، وكانت تبلغ 10.5 مليار دولار قبل التطورات الأخيرة ، ولواستمرت الأمور بالشكل المعتاد الذي كنا نسير فيه، كنا قد وصلنا لمبلغ يتراوح ما بين 12 إلى 13 مليار دولار.
وفي هذا السياق ، قال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، إن دخل قناة السويس بلغ العام الماضي 10 مليارات و 200 مليون دولار ، وكنا متوقعين العام الذي حدثت فيه المشكلة أن نصل الى 12 مليار و400 مليون دولار، ولكن بسبب الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة، أصبح دخل القناة 4 مليارات بانخفاض 6 مليارات و200 مليون دولار أو قرابة 7 مليارات دولار خلال عام واحد.
وقال الرئيس السيسي، إن” انخفاض هذا المبلغ كان له تأثيره علينا كدولة، وذلك بخلاف الأزمات الأخرى التي تحدث من حولنا وتتطلب منا أن نكون منتبهين “، مشيرا إلى أننا جميعا مع بعضنا بفضل الله سبحانه وتعالى ،سوف نجد لهذا الموضوع سبيلا حتى نتجاوزه بالعمل والأخذ بالأسباب والصبر والإرادة والعزيمة التي لا تلين “فكلما زاد التحدي زاد الأمل”.
وتابع الرئيس :”أردت الحديث عن هذه النقطة تحديدا لأنها كانت محورا لكل من تحدثوا ، وتساءلوا متى نشعر بأن الأمور تتحسن ؟، وأجاب “إن الأمور تتحسن حينما تستطيع الدولة القدرة على الإنفاق “، مضيفا “أنه عندما تقترض حتى تعوّض الفجوة ، هناك من يقول يجب أن يتوقف الدين وهذه رغبتنا”،وتساءل الرئيس: كيف يتوقف ذلك ولدينا على سبيل المثال سيارات هل من الممكن أن استخدمها يوما وتتوقف يوما آخر فهل هذا ممكن ؟ وهل إذا خفّضنا ساعات تشغيل الكهرباء والتي كانت توفرما بين 2 إلى 3 مليارات دولارات في السنة وقت أن كنا نخفضها؟، مؤكدا أنه ليس لدينا مشكلة في محطات الكهرباء أو في شبكة النقل لكن المشكلة تكمن في توفير المادة المستخدمة سواء من الغاز أو المازوت وهو ما يكلفنا سنويا نحو 20 مليار دولار، وتساءل الرئيس :أي مستثمر يستطيع أن يأتي لمصر وموقفنا على هذا الوضع؟، مشددا على أن الانفاق على البنية الأساسية كان أمرا في أولويات وأسبقيات الدولة التي تريد أن تكون دولة .. وهذا أمرا لابد منه .
وقال الرئيس السيسي ” إنه بفضل الله سبحانه وتعالى والجهد الذي يتم بذله ، فإننا إذا تمكنا من توفير موارد دولارية تكفي لإنفاق الدولة فإننا نستطيع”، مضيفا “إن هذا الأمر يمثل تحديا لكل الدول التي على مثل حالتنا”.
وتابع الرئيس “إن أي دولة تجعل قدرتها على الإنفاق بالدولار، أكثر من امكانياتها ، لديها مشكلة، أما الدول التي يكون انفاقها من الدولار أقل من حصيلتها الدولارية تكون الأمور لديها مستقرة “، مؤكدا “أننا نحاول بقدر الإمكان “، وأنه في ظل الظروف التي تحدثت عنها وفي ظل ما يدور حولنا علينا الانتباه .
وقال الرئيس السيسي ” رغم ما يعتقده البعض بأنها محاولة لتصدير القلق للناس، فهذا على العكس إطلاقا، ويجب أن نعرف أن ذلك هو أحد عناصر الدنيا التي نعيش فيها والتي تجد فيها من يصاب بوعكة صحية في نطاق الأسرة، كما يوجد مستوى لكل أسرة ، وهناك اختبارات مختلفة وتدافع بين الناس والدول، فهناك دول تصعد وأخري تسقط، وهذه حكمة نحن لا نعلمها”.
وقدم الرئيس السيسي، في ختام كلمته، التهنئة قائلا:”كل سنة وانتم طيبين جميعا وربنا يوفقنا للخير”، مشددا على ضرورة الثقة في أن الدولة تسعى لإصلاح حقيقي، “ونحن مصرون على التحرك في كل قطاعات الدولة بشكل مرض، وبفضل الله سبحانه وتعالى سوف تكون الدولة قادرة وحديثة، وسوف تكون “دولة ديمقراطية” وذلك من خلال عملنا وتوعية أنفسنا بأن الدولة المصرية ليست في رقبة شخص بل في رقبتنا جميعا”.

موقع بوابة الصعيد نيوز يقدم تغطية شاملة ومتنوعة لجميع الأخبار التي تهم القارئ. يتناول الموقع أحدث أخبار الصعيد بتفاصيل دقيقة وحصرية، ويقدم متابعة متواصلة للأخبار السياسية المصرية والعالمية من خلال قسم أخبار. كما يهتم الموقع بتقديم الأخبار البرلمانية وتحليل القرارات والقوانين من خلال قسم البرلمان. بالإضافة إلى ذلك، يقدم الموقع تغطية مميزة لعالم الرياضة عبر قسم رياضة، وأحدث أخبار الفنون والسينما والموسيقى من خلال قسم عالم الفن. لعشاق التكنولوجيا والابتكارات، يقدم قسم علوم وتكنولوجيا محتوى غنيًا ومثيرًا. ويتيح الموقع للقراء فرصة التفاعل مع مقالات متنوعة في قسم مقالات، إلى جانب موضوعات خفيفة ومسلية عبر قسم منوعات. كما يركز الموقع على الجوانب الاقتصادية والخدمات المالية من خلال قسم بنوك وتأمين."

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى